علامات الشخصية المازوخية



الشخصية المازوخية، و هي تسمية مأخوذة عن الكاتب (مازوخ)، الذي كان يكتب روايات بها شخصيات الرجال بينما تخضع للنساء، فهي روايات مازوخية، و هذا الاصطلاح يتعدد من حيث مترادفاته، هو: الماسوشية، و الخضوعية، و المازوكية، و هو اضطراب أدرجه سيجموند فرويد ضمن الانحرافات الجنسية، و المازوخية تشير إلى الشخص الانهزامي، المحب للخضوع، و المتلذذ بالألم، و الذي يحفز الآخرين على أن يهينوه بشكل مباشر و غير مباشر، و هذه الإهانة تعد احتياج نفسي له، لا يتمكن من التوقف عن محاولات إشباعه بشتى الطرق.

درجات المازوخية:

و على الرغم من إدراج العالم سيجموند فرويد اضطراب الشخصية المازوخية ضمن الانحرافات الجنسية، إلا أن علامات الشخصية المازوخية تمتد إلى ما هو أشمل من الجنس، فتشتمل على سبل الإهانة الأخرى، و المازوخي يشعر بالذنب حيال كونه مازوخي، غيرَ انه لا يستطيع التوقف عن ذلك في وقع الحال، و هناك درجة من درجات المازوخية تكون محصورة عند الشخص في الجنس فقط، في حين أن هناك أشخاص آخرين – في درجات المازوخية العالية – يطوقون إلى الألم بشتى الأشكال.

علامات الشخصية المازوخية عند المرأة:

و الميول المازوخية موجودة عند المرأة بشكل عام، تظهر في صورة منحرفة من صور العشق، في حالة كانت ميول المرأة المازوخية عالية فإنها تظهر أثناء ممارستها الجنس من طلبها للضرب و الشتم أو القيام تقبيل قدم من تمارس معه الجنس، أو لعقها، و ما إلى ذلك.
أما في الحالات العادية فهذه الميول تظل رابضة بداخل المرأة لا تعرف عنها سوى القليل، و لا يعرف أحد عنها شيئًا ، و لنعلم أن تلذذ المرأة في العلاقة الجنسية يعد درجة من درجات المازوخية، لكنها درجة حميدة، غير مرضية، كان الروائي فيودور دوستويفسكي قد كتب بأن المرأة تشعر بنوع من اللذة حيال إهانتها.

و نحن هن لا نقول بالعنصرية، فبإكمالك المقالة ستدرك عزيزي القارئ أن علامات الشخصية المازوخية تظهر في الجنسين و ليس الجنس الناعم فقط، و لعل هذا الاضطراب الذي نتحدث عنه في هذه المقالة يظهر عند المرأة العربية بنسب كبيرة نظرًا لتعرضها للضرب و الإهانة و التسلط و السيطرة بصورة مستمرة، سواء من الاخ، أو الأب، أو الزوج، أو جميعهم، الأمر الذي يرفع من فرصة إصابتها بهذه الميول و يحفزها فيها.

من ظواهر التي نراها في مجتمعنا بصورة ملحوظة ما يعرف في اللغة العامية بالمرأة المسترجلة، هذه الظاهرة منتشرة نظرًا للعوامل المذكورة أعلاه، فهي التي تميل لتصنع الذكورة كآلية دفاع لا شعورية منها ضد المجتمع الذي يخضعها لكونها امرأة، و لا نغفل أبدًا الموروث البيولوجي في تناقل هذه الظواهر من السلف إلى الخلف، حيث أن الوراثة تكون أحد أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المازوخية.

علامات الشخصية المازوخية عند الرجل:

و يعد اللواط هو أبرز صفات الرجل المازوخي، فهو يجذب الأشخاص ذوي الميول السادية، و يصنع معهم صداقات، ثم يحفزهم على ممارسة الجنس معه، و يكون هو الطرف السالب، و هم يقومون بممارسة ساديتهم عليه، و التي تتخذ أنماط من الشتم، و القرص، و اللطم، و الضرب بالسوط، و أشكال الإذلال المختلفة، كالإجبار على لعق القدم، و السير على أطراف الأصابع، إضافة إلى التكتيف بالحبال أثناء ممارسة الجنس و ما إلى ذلك من سبل التعذيب الجسدية و النفسية المختلفة.

تظهر بصورة جلية حالات الرجال الذين تتخذ المازوخية عندهم شكل الرغبة في الخضوع لامرأة، ذلك لكونها أسوأ أنواع الخضوع و الإهانة بالنسبة للرجل، و غالبًا ما تظهر المازوخية عند الشباب الذين قد اكتمل نموهم الجنسي.

علامات الشخصية المازوخية في السوشيال ميديا:

تظهر علامات الشخصية المازوخية في حياتنا المعاصرة على السوشيال ميديا عن طريق تطبيق (صراحة)، فهناك رسائل يرسلها المازوخيون إلى الأشخاص، و يكونون من رجال و إناث، يقولون فيها برغبتهم الملحة في أن يكونوا مستعبدين عند الأشخاص الذين يرسلون لهم، و خدامين، و أنهم يريدون لعق الملابس الداخلية، و الجوارب، و أرضيات المنزل، و ما إلى ذلك من الأمور المنكرة، المهينة بشدة، و هم يستغلون تطبيق (صراحة) أو يقومون بعمل حسابات وهمية يراسلون منها الأشخاص لأن ذلك يتيح لهم التخفي مع إمكانية إشباع احتياجاتهم.

أسباب الإصابة باضطراب الشخصية المازوخية:

إن الشخصية المازوخية بالأساس هي عبارة عن شخصية سادية، فالسادية و المازوخية وجهان لعملة واحدة، و السادي فيه منسوب من المازوخية، و المازوخي كذلك لديه منسوب من السادية، و لذلك علينا أن نلقي نظرة على السادية كي نتمكن من التعرف على أسباب المازوخية.

إن اضطراب الشخصية السادية ينبع بالأساس من استشعار المريض بالخوف من الآخرين، فهو يتصور دائمًا أنهم يريدون إلحاق الأذى به، الأمر الذي يدفعه إلى استباق فعل الأذى، فهو يتخيل أنه ما دام قادرًا على إلحاق الأذى بغيره و تعذيبهم، يكون بالتالي في منجى من أذاهم له، ما يجعله آمن من الخوف الذي يشعر به، يمكنك أن تلاحظ عزيزي القارئ أن هذا الاعتقاد خاطئ منطقيًا، فالفرد حينما يعمد إلى إيذاء الآخرين لا يكون هذا إقرار له بأنه في منأى عن الأذى، ذلك أنه إذا أراد أحدهم إلحاق الأذى به، و هو قادر على ذلك، لن يمنعه أن ذلك الشخص يأذي الآخرين.

المصاب بالسادية هو شخص غير مكتمل في نموه النفسي، الأمر الذي يجعله غير قادر على الشعور بالذنب، و الإثم، فهو بلا ضمير، و بلا وازع أخلاقي، مضاد للمجتمع، عواطفه غير قابلة للاستثارة، منحرف فكريًا و نفسيًا، لا يشعر بالشفقة تجاه أحد، فهو يعاني من ضمور في بناءه النفسي، و يتحول السادي إلى مازوخي عندما تحدث له كافة محفزات السادية ما عدا الضمور في الشخصية النفسية، فهو بحاجة إلى إلحاق الأذى بالآخرين، لكن الوازع الأخلاقي عنده موجود، حيث أنه غير قادر على تحمل الشعور بالذنب الذي سيجنيه حين يأذي غيره، ما يجعله يتوجه بالأذى إلى نفسه.
هناك عوامل أخرى تحول السادي إلى مازوخي مثل الخوف، و عدم القدرة من ممارسة السادية على الآخرين، و تظهر المازوخية في أعراض هي التوالي على إيذاء النفس ماديًا و نفسيًا، تبدأ بتخيلات مازوخية يرى الشخص نفسه فيها مهانًا، و متألمًا، يتعرض للضرب و التعذيب و الشتم و الإذلال من الآخرين – غالبًا من الوالدين – و تستمر هذه التخيلات لمدة ستة أشهر، ثم تتحول محاولات حقيقية، و ممارسات واقعية.

المازوخي يشبع حاجته من التخيل و جذب الآخرين لإيلامه أو القيام هو بإيلام نفسه، يقوم بهذا حين يلطم على وجهه، أو يجرح نفسه بأجسام حادة، و هو يجد في ذلك شعور باللذة، تلك التي تنبع عن إشباع هذا الاحتياج إلى الأذى لديه، كما أن المازوخي لا يستعذب الأذى من نفسه و الأشخاص فحسب، فالمتخصصين يوضحون أنه يستعذب الأذى من الحياة بشكل عام، ظلم القدر له، وقوف العالم ضده، و مدى كونه مجني عليه من كل شيء.

كتب/ محمود وجيه 



Comments

Popular posts from this blog

10 Cinematic No Copyright Music 2021 Tracks To destroy feelings!